( السائحة )
أنتِ كالفجر الجري يلمُ أشلاءَ المساء
كتنفس العشب الطري إذا تلهف للضياء
وكوشوشات العندليب على غصون الكبرياء
كالفلِّ أنتِ نقيةٌ يا فلُّ ما هذا النقاء
* * *
كالحلم أنتِ يمرُّ بي وأنا بأحشاءِ الضباب
ضيعتُ أمسي ثم دربي لا رواحَ ولا إياب
يا قطرة النورِ أطلِّي من شبابيكِ السحاب
وتدفقي في مقلتي وبددي وهم السراب
* * *
دوسي فوطؤك لينٌ والأرضُ منك ستزهرُ
فالخطوة اليمنى إتزانٌ واليسار تبخترُ
دوسي ورفقاً بالرصيف فإنه يتحسرُ
من طيبِ وطئكِ يا صبيةُ دربنا يتعطرُ
* * *
دوسي على أجفاننا سكرانةً مترنحه
وتأودي فوق الرصيف غزالةً متأرجحه
لا الأرضُ أرضٌ إن مشيتِ فللحجارةِ رائحه
وعيوننا راحت وراءَكِ كالغيومِ السابحه
* * *
رفقاً بنا في مقلتيكِ تحرشٌ ثم افتراء
أحرقتنا ومضيتِ فوق رمادنا في كبرياء
يا وردةً في دفئها يغلي ويحتضر الشتاء
وبوجنتيكِ إذا ضحكتِ تغردُ الدنيا غناء
---------------------------------------------
|