لعبه الحرباء
كي لا تصابَ بذبحةٍ صدريةٍ تقضي عليكْ
كي لا تساق بسترةٍ
بيضاءَ تمسك’ للوراءِ بساعديكِ
لمصحةٍ نفسيةٍ أو مقبرة
كي لا تشاجرَ كلَّ يومٍ زوجةً متذمرة
كي لا يحاذركَ الرفاق ويشتموك من الورا
كي لا يعاديكَ البنون’ ويقتلوكَ تآمرا
أسقط . وأرجو المعذرة
أسقط ضميركَ بالقمامةِ واسترحْ . هَونْ عليكْ
أغمضْ عن العهرِ الذي تلقاه’ حولكَ مقلتيكْ
ضع قطعتين من العجينِ بمسمعيكْ
حاكِ البعيرَ بعنقهِ . في محبسيكْ
ما كنتَ أولَ من يعيش’ رهينةً في محبسينْ
زمن’ التخلفِ والمكانْ
سلاسلاً في معصميكْ
عشْ صامتاً . صمت’ المشاكس والمنافقِ مأثرة
تدعى بقاموس الحياءِ مسايرة
هي أنْ تجاملَ جاهلاً متعجرفاً
أو أنْ تصفقَ مجبرا
هي أنْ تعيشَ ولا تعيشْ
هيَ أنْ تقبِّل كلَّ يومٍ ألفَ كفِّ قذرة
هي أنْ تكونَ ولا تكونْ
هي أنْ تظلَّ على الجدار معلقاً . كمفكرةْ
وتظن’ سيركَ للأمامِ وأنتَ ترجع’ قهقرا
هي أنْ تمارسَ دور حرٍ بينما
قدماكَ في أصفادها متعثرة
هي أنْ تغلفَ وجهكَ الباكي بظلِّ سعادةٍ مستبشرة
هي أنْ تبدلَّ لونَ جلدكَ كلما حكمتْ ظروف المسخرةْ
ماذا سيبقى بعد ذلكَ منكَ في مرآتكَ المتكسرة ؟
أنظرْ فإنْ عادتْ إليكَ بسحنةٍ متغيرةْ ؟
فاعلم بأنك قد سقطتَ وأنتَ مقضيُ عليكْ
أو إنْ أرتكَ شبيه نفسكَ فابتهجْ
واحذر بألا تخسره
هو رأسمالكَ بالتسلقِ كالدوالي
فوق جدرانِ الغباءِ إلى الأعالي
واعلم بأنكَ قد تخطيتَ امتحاناتِ النفاقِ على التوالي
وخرجتَ في جلدِ المنافقِ ظافرا
من محبسيكْ
_____________________
16/11/1986