حلوة العينين
فنُّ الإلهِ أرى هناك بمقلتيكِ وألمحُ
وتسوح عيني في مساءِ الماستين وتسرحُ
في قطعتين من ليالي الشرقِ إني أرمحُ
في بركتين من عبير أستريح وأسبحُ
وأطلُّ من بين الجفونِ على زوارقَ تجنحُ
وأرى بحاراً لم تزل مجهولةً لم تفتحُ
وعواصفاً تعلو وموجاً هادراً لا يكبحُ
فأشدُّ مجذافي وأمضي فيهما أترنحُ
يا ويل عينٍ لا تمزقُ أضلعي وتجرُّحُ
يا ويلَ عينٍ لا يغني صمتها ويلمحُ
ورأيت في عينيك دربي باهتاً يتوضحُ
وعلى فؤادي ألفُ جرحٍ منهما يتقرحُ
هذا مصيري فيهما : طيباً يعبُّ وينضحُ
قدري ويوم ولادتي وطفولتي تتأرجحُ
وقصائدي منثورةٌ في أمسياتكِ تصدحُ
وأنا صديق الأمسيات لها الجوانح تنزحُ
كيف لا أمضي وعندي لهفةٌ لا تكبحُ
لضفائر من لون عينيكِ تموجُ وتمرحُ
سألمها خصلُ الحريرِ براحتي وأسرِّح
وأشمُّ في جعداتها الليلَ الذي لا يصبحُ
لا تنكري يا حلوتي ما في جفونكِ يفضحُ
حبي إذا أنكرته فأنا به أتبجحُ
هذي مواسمُ شعرنا في وردةٍ تتمسَّحُ
من أجل عينيكِ البراعم في الشتاء تفتَّحُ
من أجل عينيك الخوابي بالخمورِ ستنضحُ
هذي يدي يا حلوتي ترقى إليك وتطمحُ
قلبي كحقل الياسمين إذا أردتِ سيمنحُ
وأبيع عمري كلُّهُ لو أنت يوماً أربحُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|