أشلاء عاشق
أتيتكِ والمساءُ يشدُ هدبي وغيماتٌ تســحُ بكل دربِ
وما في الليلِ غيري من شريد وخلفي بعض أشلائي
وحبي
جفاني النوم في ليلي فصارت نجومُ الليلِ أشواكاً
بهدبي
أناديكِ بيأس المســـتغيثِ وأستجديك أن تبقين قربـي
* * *
أتيتكِ والشوارع هاجعاتٌ بصمتٍ يعتريه نباح كلبِ
وأمطارٌ تصب على جبيني فتغرق معطفي وخيوط
ثوبي
وأقدامي تكد لمبتغاها بلا وعيٍ إلى جلاد قلبي
فيا لكرامتي أمشي عليها ويا لمذلة الظامي لشربِ
* * *
وددت بأن أثور لكبريائي وأعصي شوق صحرائي لخصبِ
فيا ليت الطريق إليك تاهت ومات الحب في
صدر المحبِ
أردتك أن تكوني في حياتي كإشراق الصباح فلم
تلبي
وكابرت الجراحَ على صليبي لأجلِ هواكِ فاستعذبتُ صلبي
أحبكِ لست أدري ما دهاني كأنكِ في شراييني
تدبي
* * *
أتيتكِ والهزيمةُ في عيوني بأحشاءِ الظلامِ أشقُ دربي
فذوقي كأس نصرك في غرورٍ وعبي نشوة الأقداحِ
عبي
أخافُ عليكِ من هوسِ المرايا على عبثِ الغرورِ
بأن تشبي
أغارُ عليكِ من صبحٍ مضيءٍ به تتألقين شعاع شهبِ
فتأكلك العيون بألف شوقٍ وتأتيك الطيور بألف سربِ
فأنت طهارتي وصفاء نفسي وأنت خطيئتي الكبرى وذنبي
أخافُ عليك إن ضمتك عيني بأن تؤذيك أجفاني
وهدبي
وأخشى إن نظرت إلى عيوني بأن أقضي من الإعياء نحبي
فأنت بخاطري حــلمٌ بعيدٌ ومعضلةٌ بترحالي وقربي
فلا أسلو إذا طـال ابتعادي ولا أغفو إذا ما كنت جنبي
* * *
أطوف ببيتك الغافي بصمتٍ على كتفِ الطريقِ
المشرئبِ
وأنظر للنوافذ في خشوعٍ فأهذي باسمك الغالي
وحبي
هناك تنام سيدة الصبايا بركنٍ دافئ الأحلامِ عذب
فيا أمطار ما شئت اصفعيني ويا ريح الشتاء علي
هبي
فلن أمضي إلى بيتي لأني تركت بهذه الأسوار
قلبي
ولن أمضي ففي تلك الزوايا شهدت ولادتي
وقضيت نحبي
* * *
|