الضياع
هي: تسائلني دمشقُ وأنتَ عنـها بعيدَ البعدِ في جوفِ الضبابِ
فتخذلني الحروف ومفرداتي ويستعصي على شفتي جوابي
أقـــــولُ بأنَّهُ ســــــيعودُ لمّــَا تعود الطيرُ في فصلِ الإيابِ
كأســرابِ السنونو إذ تنادتْ إلى الفيحاءِ من بعدِ الغيابِ
- - - - - - - - - - - - -
هو: إذا تاهتْ دروبي في اغترابي ودقَّ الموتُ في الآفاقِ بابي
وعاد الركبُ من دوني وعادتْ طيورُ الشوقٍ من بعدِ الغيابِ
فقولي كان يهواني وكـــــانتْ قصــــائدهُ تخففُ من عذابي
وتزهرُ نرجساً وتفوحُ فُـــلاً وتزرعُ ياسميناً في ثيـــابي
سأحفظُ شعرهُ دومـاً بقلبي وأطويهِ بصفحــاتِ الكتابِ
وحيداً أقطعُ العمرَ وأمـضي أمَنّي النفس في فـــرحِ الإيابِ
وأن ألقى بيومٍ صنوَ روحــي ومن ضربت جذوراً في تُرابي
رحلتُ وليس في الترحالِ عيبٌ كما الأطيارُ ترحلُ في اليبابِ
لأطلبَ في بلادِ اللهِ رزقــــــًا وأرجعُ غانماً بعدَ اغتــرابي
ولكنَّ الدروب عليَّ طـالتْ وضاعَ العمرُ في ألقِ الشــبابِ
معاتبتي إذا تاقتْ لبالي لروح َ الأُنسِ في مرحِ الصحابِ
فضُمي طيفَ روحي واغرسيني كشتلاتٍ الغرامِ على الروابي
ونادِ الراحلينَ من العطاشى ومن ضللوا بأحشاءِ الضبابِ
لعلَّ الصوتَ يحيي ماتبقـى من الذكرى ويدعو للإيـــــابِ
---------------------------
25-11-2006
|