|
|
|
|
albounny - عائدٌ من كفنه!!!
|
|
عائد من كفنه
خرجت إليكِ ملهوفاً وفي جنبيَّ أسرارُ
صبياً كنت والآمالُ تبدو لي وتنهارُ
وفي ظلماتِ أعماقي براكينٌ وأفكارُ
هربت إليك من ماضٍ به سجنٌ وأسوارُ
* * *
تمنيت بأن أنسى وأمحو فيك ذاكرتي
أضيع بأضلع الطرقات مشدوداً لآخرتي
وأنزع خنجر الأحزان من قلبي وخاصرتي
بلا إسم ولا هدفٍ خرجتُ إليك قاتلتي
* * *
أتيتكِ لم أكن أدري بأني بعتُ أيامي
وأن جذوري اقتلعت على بوابة الشآمِ
وإني قاتلٌ نفسي بنفسي دون إحجامِ
خسرت مداري المنشودِ ضعت بزيفِ أحلامي
* * *
تشردت فجف الغصن ماتت خضر أوراقي
رحلت لم أكن أدري بأنك لونُ أحداقي
وأنك في شغاف القلب إدماني وأشواقي
وأن أديم عينيك دمشق بأضلعي باقي
* * *
وعدت إليك أستجدي يد الغفران والصفحِ
أنا المتمردُ العاقُ الذي يهفو ويستمحي
فكنت الملح والترياق معصوباً على جرحي
فتحتِ إلي كفيكِ بساتيناً من القمحِ
* * *
إذا أخطأت يا أمي فلي في الذنب أعذاري
غريباً كنت بينكمُ غريقاً ضمن أفكاري
سجيناً ضمن دائرةٍ من الأشواك والنارِ
كئيباً ضمن قوقعةٍ تحاصرني بإصرارِ
* * *
تمردت وعدت إليكِ كالعصفور يرتعشُ
وقد أضناه عصفُ الريح والإعصار والعطشُ
لأرشفَ نكهة الصفصاف في بردى وأنتعشُ
وغص العشبِ في أحضا نك الخضراء أفترشُ
* * *
دخلتُ البيتَ أنقبُ في حدائقه على غرسي
أفتشُ في عيون الأهل والأصحاب عن نفسي
فلا ألقى سوى مقلاً تحدقُ بي بلا حسٍ
وتنكرني مرايا الضوء والأصداء من أمسي
* * *
وذاكرتي التي كانت محاها إصبع الزمنِ
أنا قد مت من زمنٍ فكيف أعود من كفني
سريري صار يجهلني ومرآتي تشوهني
غريباً كنت في سفري غريباً عدت في وطني
* * *
تهيأ يا شراع الأمسِ وارفع حبل مرساتي
لنبحر في عباب التيهِ أين المرفأ الآتي
ويا غربان زفيني إلى أقصى متاهاتي
أنا اللاشيء فادفع بي إلى وطنِ النفاياتِ
-----------------------------------------------
|
Today, there have been 10 visitors (20 hits) on this page!
|
|
|
|