العيد





لماذا العيد والاحزان تملؤني ؟ 
غريب الدار لا اهل ولا وطن
يعود العيد والدنيا مزينه
  وفي جفني أشواق وبي شجن
هنا التكبير والافراح عارمة
    وللاطفال احلام ولي الوسن
عيون الناس بالبسمات طافحة
وعيني تعصر الدمع وتحتقن 
لماذا العيد للاغراب يا ابتي 
  وهم في الارض اموات ولاكفن
ولولا الرزق والامال ما اغتربوا 
ولا كانو باقصى الكون قد سكنوا 
يقص العيد من اعمارهم عاما 
ويفنى العمر والاغراب ما فطنوا 
يمر الليل والذكرى تؤرقني    
ويذوي العود والاضلاع والبدن
مع الاعياد كنا في طفولتنا    
   كأنفاس الربى نمشي وننفتن 
وعند الباعه الصبيان للحلوى   
    وللالعاب لا يغلو لنا ثمن 
فأن نلتف فالألوان زاهية  
وان نمضي فنحن المنظر الحسن 
ولو شئنا غمرنا البيت زغردة 
    وللتوبيخ لاتصغى لنا اذن 
أجل كنا وكان العيد زنبقة     
    فلا يأس يكدرنا ولا حزن
وصرت الان في الافاق قافلة    
     تسيرها يد الاقدار والزمن 
معي الذكرى معي الالام تسحقني 
وفي قلبي يعيش الخوف والمحن 
يمر العيد والاحزان تتلفني  
   وتقذفني شطوط البحر والمدن 
ويبدو الشيب في رأسي فيغلبني 
 ويبقى العيد ذاك الطائر الشدن
نضير الوجه مخضرا كما كنا   
   فتي العود لايسري به الوهن
سيأتي العيد للاجيال تتبعنا  
  ونمضي نحن تحت الارض نندفن