اهداء
     العيد
     HOME
     مجنون ليلى
     انت كل ما بي
     مستنقع الاحزان
     في عيادة نفسيه
     الراقصه
     الطرقات الضائعه
     شيء ما !!
     لعبة الحرباء
     وأنت معي
     حلم شاعر
     أشلاء عاشق
     أصابع الخريف
     Title of your new page
     حلوة العينين
     الحب الصامت
     أغيثيني
     عائدٌ من كفنه!!!
     لاتتجاهلي
     صباح الخير
     الحبُّ والغرور
     آيات
     بلسم العيون
     أنا مغرمْ
     الضياع
     أميرة الهوى
     خذني إليك
     غربة
     وداع
     الطوفان
     نخب عامٍ جديد
     أهونُ عليك؟؟
     حديث الصمت
     بدون دماءْ
     عيد الحب
     جديةٌ جداً
     في المحطة
     كسوف
     يا قمر
     عبث الوجود
     شلبٌ في الستين
     رحلة الكبرياءْ
     التوازن
     بعد الرحيل



albounny - في عيادة نفسيه



                     

                       
                                                            


                                            في عيادة نفسية




1- ويسألني ....

طبيب النفس والأعصاب... عن نفسي...

عن الأيام في الأسبوع ....

عن يومي وعن أمسي ...

ويرقبني ...

بنظرة حاذقٍ يرتاب في نطقي وفي همسي ...

ويسألني عن الأعدادِ عن تاريخي المنسي...

وينبش ضمن أعماقي عن العقد...

وعن سببٍ لأحزاني التي تبدو بلا سبب ...

أقول’: بأنَّ أيامي تساوتْ في رتابتها من الميلاد للأبدِ

فسبتي شابه اثنيني ... كئيبُ مثلما أحدي ...

أعيش’ كضفدعٍ أعمى أصمِّ الأذن مرتعد ...

تساوى في وحولِ القهر ماضٍ عشــته بغد ...

من الميلادِ للأبدِ ....

-------------------------------

2- ويسألني عن المطرِ ...

     أفيد’ بأنَّه دمع السماء ومأتم القمرِ ...

     الذي يبكي من البشر ... على البشرِ 

     على الأطفال في مدنٍ من الإرهاب.... والخطرِ ...

     من السادية العمياء في جيشٍ من التترِ ....

     وفي قبرٍ جماعيٍ به نتفُ من البشر ....

     على أطلالِ جدرانٍ من الحجرِ ....

     وأكواخٍ تهاوتْ فوقَ أهليها بلا نذرِِ  ....

     على جيشٍ من الأيتام منتشرِ بأرض العالم الثالث ...

     ذرته مجازر الشيطان ... تحت الريح والمطرِ  ...

     بلا أســــرِ ....

 -----------------------------------  

3- ويسألني .. طبيب النفس في عجبِ  ...

     عن الحبِ ....

     وعن شعرٍ رقيق اللون في أدبي

     وعن ذاتيةٍ تطغى على كتبي ....

     فكيف تسلل الإنسان’ للبرج الخرافي الذي يعلو عن الصخبِ؟ ....

     أقول: بأنني كالبحرِ في حزني .... وفي طربي ....

     أعيش تجاربي طفلاً بريئاً جامح الغضب

     أحاور تارةً نفسي .....

     وأكسر تارةً لعبي...

     وأصفو حين يصفو النو  أو أبكي بلا سببِ ....

     وأرغي تارةً أخرى من الإرهاقِ والتعبِ ....

     أجبني يا طبيبَ النفس من يقوى ؟

     بهذا العصرِ ... أن يشكو من التعب ؟

     وأن يرغي من الغضبِ...

     ومن حربٍ نمارسها بلا سببِ

     ليملأ أزرق’ العينينِ موقده  وخزنته ...

     بأطنانٍ من البترول والذهبِ ...

     لينعم طفله المتخوم بالتفاح والعنبِ ...

     بآلافٍ من اللعبِ ...

     نخلِّف جيش أيتامٍ من العرب ...

     فوا عجبي !!  و واعجبي !!

   -----------------------

4-ليلعب تاجر البارود لعبته ...

     ويربي من دماء الشرق ثروته ...

    يوظفنا ...

     ليقتل بعضنا بعضا ...

     وينهب بعضنا بعضا ...

     ويجعل من أخي سيفاً على عنقي وسَّيافا

     ويعطيني أنا سوطاً لأجلده’ ويدعو ذاك إنصافا ...

     ويقسم جمعنا شيعاً مشتتة ... وأحلافا ..

     ويجلس’ بيننا حكماً فضولياً .... وعرَّافا ...

     وينهب’ من خزائننا ملاييناً ... وآلافا ...

 -------------------------------- 

5-نزيف الجرح ( يا دكتور ) في لبنان أرهقنا وأدمانا ...

     ونهر الدم في بوبــيان والأهوارَ مزدحمُ  بقتلانا....

     وإسرائيل ترقبنا ... مصفقةً ، مشجعةً ....

     لكلِّ معقد سفاح ينهش من خلايانا ....

     تقرر في بلاد الغرب أن نحيا تماسيحاً  وحملانا ...

     وقوداً في أتونِ النارِ تدفعنا ... يد الجلادِ ...

     أفراداً وقطعانا...

     زرافاتٍ ووحدانا ..

     تقرر أنْ نعيش العمر إرهاباً وأحزانا...

    وأنْ نرضى بإسرائيل ( بالكرباج ) نعشقها ...

     وبالإكراه نمنحها مزيداً من أراضينا ...

     وأنْ نخفي عن الجزارِ شــكوانا....

   ونلثم’ راحة الجلاد مغفرةً ...

     ونجثو عنده شكراً وعرفانا ....

     ------------------------------

6-فكيف تريد ( يا دكتور ) أنْ  أنجو من التعبِ؟

     وأنْ أحيا بلا أذنٍ ولا عينٍ بفرن النار واللهبِ ؟

     تقول بأنني عصبي ؟

     أجل عصبي ...

     وعين’ الذئبِ ترصدني تراقبني ..تحاصرني ...

     تسدّ’ منافذ الهربِ ...

     تمصّ  عروقي الحبلى بنار السخط والغضبِ ...

     فكيف ألمُّ أشتاتي ؟

     أنا المذعور’ من قلمي وأوراقي...

    أنا المذعور’ من أصداء أنفاسي على كتبي..

     أنا الجاثي على ركبي ...

     أنا الحاني على أجساد أطفالي من الرعبِ ....

   أجل عصبي ....  أجل عصبي ....

  ----------------------------------

7- لماذا يا طبيب النفس ... ترهقني ....

     وتحرجني ....

     وتسحب’ من فمي ماءً ... ثقيلاً سوف يخنقني ...

     ويشنقني ...

     نزيف الحرف في ثغري .... يقيدني ....

     وصمت الغرفة البيضاءِ والجدران’  تسحقني ....

     عصابيُ  وبي هوسُ رماديُ .....  يمزقني....

     عصابيُ وبي خوفُ يعيش’ معي ... ويقلقني ....

     فأنقذني من الكابوس فالكابوس’ يقتلني ....

     لأفضل’ لي بعصر الرعبِ أنْ أنأى وأعتزل’ ...

     وأكتب’ في عيونِ الغيدِ شعراً كله’ غزل’ ...

     وأشدو فوق متكأي إلى أنْ  تثمل المقل’ ...

     أغثني يا طبيب النفس من نفسي أنا خجلُ ....

     أنا المقهور’ من زمني ...

     أنا المحكوم’ بالإعدامِ فوق مزابلِ المدنِ

     أنا المجنون’ بالإكراه والمغلول’ في كفني ...

     أنا المخنوق’ في دمع اليتامى من بني وطني ...

     أنا المنزوع’ من بدني ....

   ______________________________________________ 

                                                                            2/5/1991

كتبت هذه القصيدة في زمن التعري الفاضح والتكتم الذابح واختناق الكلمة الحرة  ومجازر الدم العربي بالخناجر العربية في لبنان والعراق والكويت

-------------------------------------------------------------

 

Today, there have been 4 visitors (18 hits) on this page!

موقع الشاعر
احسان البني
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free