بدون دماءْ
(1)
أفكرُ فيكَ... كُلَّ مساءْ...
إذا ما انفضَّ بعدَ اللَّغوِ سماري...
وخفَّتْ... حدةُ الضوضاءْ...
ولا أدري...
لماذا يعتريني الخوفُ والإحساس بالغربة
من الإبحار في الظلماءْ
إذا ما انفضَّ أصحابي...
وغاصت في دياجي الليل أبوابي
وماتت شعلة الأضواءْ
أحسُّ بأنني طفلة...
أضاعتها رمال التيه في الصحراءْ
تساكنها ظلال الحزن والوحدة...
ويجلدها صقيع الصمتِ... في ساعاتها الصعبة
فتبكي وحشة الأشياءْ...
* * *
(2)
تعال إليَّ أمطرني بعينيكَ...
بدفءِ ندائك الحاني...
بوجهٍ واثق القسمات يغمرني ويرعاني...
ويمنحني أنا حُبَّهْ
حضورك صار لي عادةْ
وصوتك بتُّ آلفهُ وأعتاده...
يلح عليَّ في دأبٍ وإصرارِ...
ويوقظ في أحاسيسي أعاصيراً من النارِ
فأبْعِدُهُ... يلاحقني...
وأهرُبُ منهُ يلقاني...
عجيبٌ ذلك الوجهُ الطفوليُّ الذي أخشاه
لكن ليس يخشاني
وصوتٌ دافئ النبرات مسكونٌ بوجداني
فهل هذا هو الحبُّ الذي ما كنت أعرفهُ؟
وهل هذا الذي قالوا لنا عنه؟...
بأنَّ القلبَ ينزفهُ؟
بدون دماءْ؟